05 يوليو 2025 | 10 محرم 1447
A+ A- A
الاوقاف الكويت

في ملتقى المواطنة الصالحة الذي نظمته وزارة الأوقاف •الشريكة: كلنا شركاء في هذا الوطن وعلينا أن نتكاتف ونتآزر ونوحد صفوفنا ضد أي خطر

18 فبراير 2020

•الجريد: بناء وطن حضاري ويسع الجميع معقود بعد الله عز وجل على شباب المستقبل

الصابري: القانون يطبق على الجميع والعمر لا يشفع لأحد

•الحواس: كل من يتعرض لإساءة يمكنه أن يتقدم بشكوى لدى وزارة الداخلية

•الرفاعي: من أهم أهداف وزارة التربية غرس قيمة الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة وتحفيز السلوك الإيجابي في نفوس الطلبة

•المطيري: كلمات سمو الأمير كانت ملهمة لي في حصولي على العديد من الجوائز 

 

قال مدير مركز تعزيز الوسطية د. عبدالله الشريكة: إن المواطنة الصالحة تعني أن يكون المواطن ذا نفع وخير لبلاده، ويبتعد عن كل ما يضره، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مغاليق للخير مفاتيح للشر". داعياً أن يكون الجميع مفاتيح للخير .

جاء ذلك في  ملتقى "المواطنة الصالحة ..قيمنا وأخلاقنا" تحت شعار "بالإيمان نأمنها" الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في مركز تعزيز الوسطية بالتعاون مع وزارة التربية ممثلة بمراقبة الخدمات الاجتماعية والنفسية في منطقة الفروانية التعليمية، وذلك في مدرسة عقبة بن عامر المتوسطة للبنين.

وشارك في الملتقى إضافة إلى مدير مركز تعزيز الوسطية د. عبدالله الشريكة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر د. عايد الجريد ومحامي دستور وتمييز علي الصابري ومراقب الخدمات الاجتماعية والنفسية في وزارة التربية هاشم السيد الرفاعي ورئيس قسم التوعية والبحث الاجتماعي في وزارة الداخلية العقيد عبدالله الحواس والمخترع د. مشاري المطيري، وبحضور مدير المدرسة مشعان الظفيري ومدير إدارة التنمية الأسرية في وزارة الأوقاف زيد المنيفي وقد زاد عدد الحضور على 200 شخص وكان منهم عدد من المسؤولين في مختلف وزارات الدولة، إضافة إلى موظفي وطلبة المدارس، وأدار الحلقات النقاشية في الملتقى الإعلامي راشد الهلفي.

وأوضح الشريكة: إن المواطنة الصالحة تعني الكثير من الأمور لعل منها على سبيل المثال: عدم الاعتداء على الأموال العامة، واحترام الموظف لأسرار وظيفته، وعدم تسريب أي معلومات عنها، وكذلك الإلتزام بمواعيد الحضور والإنصراف، مشيراً إلى أن عكس كل ذلك هو من علامات المواطنة السيئة، وهي تدل في الوقت نفسه على النقصان في حب الوطن، فقد يحز في نفوسنا عندما نسمع أو نرى الفساد الإداري في الجهات الحكومية، ونتألم كثيراً عندما تنتشر الشائعات والفساد في المجتمع.

وذكر: إننا جميعاً شركاء في هذا الوطن، وبالتالي علينا جميعاً أن نتكاتف ونتآزر ونوحد صفوفنا ضد أي خطر  يهدده، موضحاً: إن التعصب الطائفي أو القبلي أخطار علينا مواجهتها حتى نساهم في القضاء عليها، لاسيما أننا جميعاً نلتجئ بعد الله عز وجل إلى حضن هذا الوطن الغالي عند وقوعنا في أي مشكلة أو عند المرض أو غيره.

وشدد الشريكة على ضرورة تحري الدقة في نقل الأخبار سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو غيره، وكذلك التأكد عند نقل المعلومة، فليس كل ما نسمعه ونقرأه صحيحاً، وهنا تقع المسؤولية على أولياء الأمور الذين هم مطالبون بمراقبة أبنائهم وتربيتهم على قيم التسامح، وزرع فيهم الصفات الجميلة البعيدة عن كل ما هو مقيت أو فيه تعصب حتى يكونوا أبناءً صالحين لأنفسهم ووطنهم.

ودعا الشريكة إلى ضرورة التثبت في نقل الأخبار لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي انطلاقاً من قوله تعالى:" وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" حيث أن الإسلام صان كرامة الإنسان، كما حذر الإسلام في نقل كل ما نسمع ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"بئس مطية الرجل زعموا" لهذا علينا أن نربي أولادنا على القيم الفاضلة ونبعدهم عن كل تعصب قبلي ومذهبي حتى يكونوا مواطنين صالحين لأنفسهم وبلدهم.

 

بناء وطن حضاري

ومن جهته قال د. عايد الجريد: إن بناء وطن حضاري متقدم ويسع الجميع معقود بعد الله عز وجل على شباب المستقبل، وقد لا يعرف البعض الظروف المعيشية الصعبة التي كانت تعاني منها دولة الكويت قبل تصدير النفط عام 1946 حيث لم يكن لديها سوى موردي الجمارك والأوقاف، مشيراً إلى أنه كان يتم جلب المياه إلى البلاد من شط العرب.

وتابع: ورغم تلك الظروف إلا أن شباب الكويت الذين آمنوا بوطنهم تغلبوا على الصعاب التي واجهتهم، وتمكنوا من تأسيس الكثير من المشاريع التنموية التعليمية والاقتصادية والثقافية وكذلك البلدية، موضحاً: إن من أبرز الشخصيات الإصلاحية التي ساهمت في تأسيس تلك المشاريع الشيخ عبد العزيز بن أحمد الرشيد وكان من مواليد 1887 فقد كان أحد أعضاء الجمعية الخيرية العربية التي تأسست في الكويت عام 1931، كما أنه سافر إلى الكثير من البلاد العربية والإسلامية وهو في ريعان الشباب حيث سافر إلى الأستانة ومصر وسوريا والعراق وغيرها من الدول.

وأردف قائلاً: كان لهذا الشاب إسهامات كثيرة وفي مجالات متعددة، فقد ألّف وهو في سن صغيرة رسالة بعنوان:" تحذير المسلمين من إتباع سبيل غير المسلمين" ثم عُين أستاذاً للتاريخ، كما أنه شارك مع الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في تأسيس مدرسة الأحمدية وهي ثاني مدرسة نظامية في الكويت، وكان من المساهمين في تأسيس المكتبة الأهلية عام 1931 التي تعد أول مكتبة في البلاد، وله دور أيضاً في تأسيس أول نادي أدبي في الكويت، وقدم فيه محاضرات عدة، ومن ضمنها محاضرة بعنوان:"أهمية الشباب في عهد البعثة النبوية واعتماد الإسلام على شبان الصحابة وشجاعتهم".

وزاد: وأصدر الرشيد أول كتاب في تاريخ الكويت عام 1926 كما أصدر أول صحيفة في منطقة الخليج عام 1928 وكان له دور في تأسيس أول مجلس بلدي في الكويت، مشيراً إلى أن الرشيد كان يؤمن أن المستقبل للشباب وأنهم يملكون قوة كبيرة لو وجهت الوجهة الصحيحة لأتت بالمعجزات، وكان يشدد على القيم الإسلامية، لهذا لا نستغرب أن يقوم مع العديد من الشخصيات الإصلاحية في تأسيس كل تلك المشاريع التنموية وغيرها الكثير.

 

القانون يطبق على الجميع

وقال المحامي الدستوري علي الصابري مخاطباً الطلبة الحضور: أنتم محاسبون عن كل أفعالكم وألفاظكم، والعمر لا يشفع لأحد إذا وقع في الخطأ، لأن القانون يطبق على الجميع، فلو تعرض أحد لسمعة أي شخص في عرضه أو مذهبه أو قبيلته أو نشر إشاعة مغرضة، وكان عمره من 7 إلى 15 عاماً فسيتم إيداعه في سجن الأحداث، مشيراً إلى أن الحدث قد يتعرض حسب الجرم أو الفعل الذي قام به لأحد ثلاثة أمور: التوبيخ أو الاختبار القضائي الشهري أو الحبس، مطالباً أولياء الأمور  بمتابعة أبنائهم ومراقبتهم ومحاسبتهم عن كل ما يقومون بنشره في وسائل التواصل الاجتماعي، لأنهم سيكونون مسؤولون عما يفعله الأبناء لاسيما إذا كانت هناك غرامة مالية فإنهم سيقومون بدفعها.

 

الشكاوى سرية

ومن جانبه قال رئيس قسم التوعية والبحث الاجتماعي في وزارة الداخلية العقيد عبدالله الحواس: إن بإمكان أي شخص يتعرض لأي إساءة أن يتقدم بشكوى ضد من يسيء له، سواء بالحضور إلى الإدارة المختصة أو الاتصال على رقم 112 وسيتم التعامل معها بسرية تامة، كما سيتم التعامل مع المشكو بحقه وفقاً للقانون.

وأوضح: إن هناك العديد من الطلبة الذين تعرضوا للتنمر في مدارسهم وتم الاستدعاء الرسمي لمن قام بتلك الأفعال وتحويلهم إلى الجهة القانونية، مشيراً إلى أن الإصلاح بين تلك الأطراف هو أحد السبل المهمة لحل تلك المشاكل التي يتم القيام بها لدى الجهات المختصة.

 

المسؤولية كبيرة

ومن جانبه قال مراقب الخدمات الاجتماعية والنفسية في وزارة التربية هاشم السيد الرفاعي: إن مسؤولية كبيرة على وزارة التربية في القضية الجوهرية الوحدة الوطنية، بل إن من أهم أهداف الوزارة هي غرس قيمة الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة وتحفيز السلوك الإيجابي في نفوس الطلبة، مضيفاً: إن مراقبة الخدمات تقوم بتحديد خطتها في كل عام دراسي وتأتي هذه الخطة من خلال المشاكل التي يواجهها الطلبة، وضرورة إيجاد الحلول لها، إذ أن دورنا ينصب في وضع المشاريع لمواجهة أي سلوكيات خاطئة، ومن أهم المشاكل المنتشرة في المدارس هي المشاكل السلوكية ثم التعثر الدراسي، وهناك مشروع علاجي يسمى "أكاديمية عتبة"  وهذه التسمية جاءت نتيجة لتطبيقها أولاً في مدرسة عتبة، وهذا المشروع يتمثل في ارتداء الطالب ملابس الأمن ويلتزم سلوكياً، وقد عممنا هذا المشروع على 6 مدارس حتى الآن.

 

أنتم شباب المستقبل

ومن جهته ذكر المخترع د. مشاري المطيري: إن من أهم الأسباب التي دفعتني للنجاح  هي كلمات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لأعضاء المجلس الأعلى للتخطيط التي سمعتها عبر اليوتيوب، حيث قال لهم: " الشخص الذي يؤمن بفكرة ما لا يوقفه العجز المادي في تنفيذ ما يؤمن به" فكانت هذه الكلمات ملهمة لي في الحصول على العديد من الجوائز ومنها الجائزة الذهبية في مجال اختراعات البيئة نظير اختراعي تقنية متميزة لتنقية التربة الملوثة بالنفط.

 

وقال المطيري مخاطباً الطلبة: أنتم شباب المستقبل وعماد الأمة، وأعماركم بعد عشرين عاماً ستكون في منتصف الثلاثينيات تقريباً، وبالتالي تقع عليكم المسؤولية من الآن من أجل الجد والاجتهاد والمثابرة لتحقيق النجاح والتفوق الدراسي حتى تكونوا على قدر المسؤولية الكبيرة التي سوف تناط بكم، وهذا يعني أن نجاحكم ليس لكم فقط، وإنما لوطنكم أيضاً الذي ستحملون أمانته في يوم ما.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت